لقراء كتاب لو أصبحت رئيساً لمصر

من يرغب أو يتوقع أن يقرأ فى هذا الكتاب أى كلمات جارحة غير مسئولة أو نقد غير موضوعى أو تطرف لفكرة ما أو تعصب أعمى لفريق ما ... ومن يطمع أن يقرأ كتاباً يدعو لانقسام أو يستثمر التنازع ويغذى الصراع ويؤجج النار المشتعلة أو يشعل ما خمد منها ... فليسمح لى أن أنصحه بعدم إستكمال القراءة ... فلن يجد ما يبحث عنه ... فطبيعتى الشخصية المعتدلة ومهام ومسئوليات المنصب الرفيع الذى أتحدث عنه وما يقتضيه هذا المنصب وما يحتاجه من عدل عند الحكم وموضوعية فى التحليل ووسطية فى التفكير وعقلانية فى القرارات وحرص على كل أبناء الوطن والمساواة بينهم فى الحقوق والواجبات والعمل على النهوض بهم جميعاً ... كل ذلك يمنع وينفى أن يجد الباحث عن التطرف أو التعصب مبتغاه فى هذا الكتاب ...

لقراء كتاب لو أصبحت رئيساً لمصر

الخروج من الضمان

الخروج من الضمان

الخروج من الضمان ...

113 -  كل صانع أدرى بصنعته ، يعرف كيف صنعها .. ؟ ويعرف كيف تعمل .. ؟ يعرف ما الهدف من صناعتها .. ؟ وكيف يتم الحفاظ عليها .. ؟ وما هى الظروف المناسبة والمثالية لعملها .. ؟ وما هى المشاكل التى قد تواجه من يستعملها .. ؟ وكيفية التغلب عليها .. ؟ والنجاح فى مواجهتها .. ؟ ولذلك فإن كل صانع أو شركة مصنعة لشئ ما أو منتج ما يقوم بإعطاء المشترى دليلاً إرشادياً به تعليمات لتشغيل المنتج والحفاظ عليه ( كتالوج ) ... ويعطيه أيضا شهادة ضمان بأنه إذا استعمل المنتج طبقاً للتعليمات الواردة فى دليل التشغيل ( الكتالوج ) ، ولم يخرج عن تلك التعليمات فإن الشركة المصنعة تضمن للمشترى أن يعمل المنتج بكفاءة ، وأنه سيؤدى الغرض الذى من أجله اشتراه ، وأنه إذا حدث عطل أو خلل فى أداء المنتج فإن الشركة المصنعة سوف تقوم بإصلاح العيب الموجود فى المنتج على نفقتها ...

114 - وعلى العكس من ذلك إذا قام المشترى بإساءة استخدام المنتج أو استعمله فى غير غرضه ، أو لم يقم بالحفاظ على مواعيد وإجراءات صيانته أو تقاعس عن الحفاظ عليه أو لم يفعل شيئاً من التعليمات الأساسية التى طلبها منه الصانع ... ففى كل تلك الحالات السابقة وفى غيرها من مخالفات تعليمات التشغيل المحددة من الصانع والواجب على المشترى والمستعمل أداؤها فإنه إذا تلف الجهاز أو تعطل أو أصابه خلل فإن الصانع هنا يعتذر عن إصلاح الجهاز ويقول للمشترى : لقد أسأت استخدام الجهاز ، لذلك فإنه أصبح خارج الضمان ... ولن أستطيع أن أفعل لك شيئاً ... لقد أعطيتك التعليمات والإرشادات التى لو كنت قد التزمت بها ونفذتها لكان جهازك الآن يعمل بكفاءة ممتازة ... لقد كان الجهاز جيداً ومعداً وصالحاً للاستعمال ... ولكنك أخطأت فى استخدامه ... وبالتالى أنت المسئول عما أصابه وعما أصابك ... وإذا أردت أن يعمل الجهاز بطريقة جيدة فعليك الالتزام بما قلته لك من تعليمات ...

وهذا تحديداً ما حدث فى مصر وخاصة فى السنوات الخمسين الأخيرة واسمحوا لى أن أوضح ذلك فى النقاط والسطور التالية ...

115 - خلق الله سبحانه وتعالى الإنسان ( سيدنا آدم عليه السلام وأبناءه ) وهو الغنى عن عباده لهدفين : الهدف الأول هو عبادة الله ومعرفته وشكره وذكره والالتزام بأوامره والابتعاد عن ما نهى عنه ... ومن أجل هذا الهدف أرسل الله سبحانه وتعالى لنا الأنبياء والرسل لهدايتنا وتعليمنا ... وأرسل إلينا الكتب السماوية والأديان السماوية ... واختلف الناس فيما بينهم ... وفى اختلافنا امتحان واختبار لنا ... فمنا المسلم ومنا المسيحى ومنا اليهودى ... ومنا من لا دين له ولا يؤمن بوجود إله خالق ... ومنا من ابتدع لنفسه دينا ...

116 - وهذا الهدف الأول الذى من أجله خلقنا الله سبحانه وتعالى ليس موضوعنا وإنما موضوعنا هو عمران الأرض وهو الهدف الثانى من خلق الإنسان ومن خلق الأرض ... فالله سبحانه وتعالى خلق الإنسان لكى يعمر الأرض ، وخلق الأرض لكى يعمرها الإنسان ؛ فأعطى الإنسان كل المقومات التى يحتاج إليها لكى يتمكن من عمران الأرض من عقل وعلم وجسم وإرادة وحافز ... إلخ ... وأودع الله سبحانه وتعالى فى الأرض أسراراً وموارد وثروات تعين الإنسان وتساعده على الحياة والعمران ... وأمرنا سبحانه وتعالى بأن نسعى فى الأرض لنبتغى رزقنا وأن نأخذ من الأسباب ما يعيننا على ذلك ...

117 - خلق الله الناس جميعاً وخلق لهم رزقهم ... أمرهم بالسعى والعمران لكى نصبح خلفاء له على الأرض فنعمرها حتى تأخذ الأرض زينتها وزخرفها ... خلقنا وهو القوى لكى نعبده فلماذا صرنا ضعفاء .. ؟ خلقنا وهو الغنى لكى نعبده فلماذا صرنا فقراء .. ؟ ولماذا أصبحنا هكذا .. ؟ ولماذا صرنا نحن المصريون إلى ما صرنا إليه .. ؟

118 - السبب فى كل مشاكلنا نحن المصريين أننا خالفنا أمر الله وتعاليمه فى عمران الأرض ولم نلتزم بها ... وخرجنا بالتالى عن تعليمات الله الخالق الصانع لنا ... ولذلك فقد أصبحنا خارج الضمان ... وأصابت المشاكل كل جوانب حياتنا ... ولذلك كان لابد وأن نتأخر ونفشل ونتدهور ...

119 - لقد خلق الله سبحانه وتعالى لنا الأرض لكى نعمرها ... خلقها لكل الناس عامة ... وخلقها خاصة لمن سيعمرها ، وأمرنا بذلك ... ولكننا خالفنا الأمر ولم ننفذه ... فجاءت الحكومات المصرية المتعاقبة بقوانين عكس أوامر الله ... وقالت القوانين إن هذه الأراضى ملك للدولة المصرية ... ولا يجوز لأحد من المصريين أو من الشعب أن يستعمل الأرض أو أن يعمرها إلا بعد أن تبيعها الدولة له ... ومن يفعل غير ذلك فهو معتد على أملاك الدولة ... وعقاباً له ستقوم الدولة بإزالة ما فعله على الأرض حتى ولو كان تعميراً ... وأطلقت القوانين على هذا التعمير لفظ التعديات ... وبذلك صنعت الحكومات والقوانين المصرية خللاً فى نظام تعمير الأرض الذى وضعه الله سبحانه وتعالى ...

120 - خلق الله سبحانه وتعالى الأرض لكل الناس ... للفقراء والأغنياء ... ولكن الحكومات المصرية قصرت حيازة الأراضى على الأغنياء فقط ، فقامت بتحديد أسعار الأراضى ثم بيعها لمن يدفع ثمنها ... وبالتالى تم حرمان الفقراء فازدادوا فقراً ، ولم يتمكن من حيازة الأراضى إلا الأغنياء أو الفاسدون ... وبدلاً من أن تصبح الأراضى الواسعة التى وهبها لنا الله سبحانه وتعالى نعمة لنا نحن المصريين وسبباً لخيرنا وكذلك الثروة البشرية الكبيرة ... للأسف تركنا الأراضى فارغة خاوية بدون تعمير ، ومنعناها عن الشباب وعن الناس ؛ فتعطلت ثروات الأرض عن الاستعمال وتعطل عباد الله عن العمل والسعى والأخذ بالأسباب وكسب الرزق الحلال ... وبدلاً من أن تصبح الأراضى الواسعة التى رزقنا الله بها محفزة للناس على العمل والإنتاج ومصدراً للخير والنماء ، أصبحت الأراضى معوقة عن العمل لعدم امتلاك الناس الأموال التى تطلبها الدولة ثمناً للأراضى ... وهكذا وفى خلال الخمسين سنة الماضية ولد ملايين المصريين وكانت الأراضى وقت ميلادهم صحراء ... وعاش هؤلاء الملايين وهم ممنوعون من تعمير الأرض فظهرت كل مشاكلهم وأزماتهم ... ومات الكثير من هؤلاء الملايين والأرض مازالت صحراء ... وسافر للعمل بالخارج ملايين المصريين وتركوا الأرض المصرية صحراء ... وحتى هذه اللحظة يعيش ملايين المصريين مكتوفى الأيدى عاجزين عن التعمير ... يحلمون بالعمل ويتمنون النجاح ... ولكنهم ممنوعين عن الأرض والأرض ممنوعة عنهم ... على الرغم من أن هذه الأرض مخلوقة لهم وبها كل أسرار سعادتهم ... وعلى الرغم من أن كل الدساتير والقوانين تقول إن مصر للمصريين ... وعلى الرغم من أنه لا يوجد أحد يمكن أن يقول إن هذه الأرض ليست ملكاً للمصريين ... ولكن وللأسف فإن مخالفتنا لأمر الله بأن تكون الأرض لمن يعمرها ، وطريقة تعامل الحكومات وإدارتها للأراضى عن طريق البيع وفشلها بالتالى فى طريقة إدارة البشر والأرض ... كل ذلك خلق للدولة وللشعب مشاكل ضخمة وأزمات مستمرة خرجنا بها من الضمان ...

مقرنا

المقر المؤقت : ميدان حلمية الزيتون

ارقام التواصل

01013900867

01125231372

البريد الالكترونىى

egyptelections2018@gmail.com